(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)؟ قال : أنفاسهم تسبيح ... و (لا يَفْتُرُونَ) يعني لا يتعبون ولا يصيبهم فتور لأن التسبيح لهم كالنّفس لنا لا يشغلهم عنه شاغل ولا يعيون منه أبدا.
* * *
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١) لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥))
٢١ ـ (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ)؟ : أي : ما بالهم ضلّوا عن الحقّ والصواب فجعلوا لأنفسهم معبودات من الأحجار والأخشاب وممّا يتكوّن في باطن الأرض من الفلزّات. فعل هذه المعبودات التي اتخذوها عندها قدرة الإحياء والموت وبعث الأجساد بعد الموت للنشور فهم ينشرونها ويحاسبونها على الطاعات والمعاصي؟ فإن ذلك من لوازم الألوهيّة التي لا بد لها من مثل هذه القدرة. والآية الشريفة في مقام التهكّم كما لا يخفى وفي مقام التّنبيه إلى كون الأصنام التي اتّخذوها ليست آلهة بل هي منحوتات عاجزة لا تقدر على شيء ولا تسمع ولا تعقل لأنها جمادات وحال الجمادات معلوم.
٢٢ ـ (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) ... أي : لو كان في السماوات