بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٩))
١١٨ ـ (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) ... أي صاروا يهودا (مِنْ قَبْلُ) قبل هذه السّورة من سورة الأنعام وهو قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ... أي أننا حرّمنا على اليهود ما قصصناه عليك سابقا من غير أن نظلمهم ، ولكنهم هم (كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بما يتعدّون على حدود ما أنزلنا على رسولنا إليهم من الأحكام.
١١٩ ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) ... أي أنّ من يعمل سيئة عن جهل ونزوة نفس ثم يتوب إلى الله توبة نصوحا (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) أي بعد التوبة (لَغَفُورٌ) لذلك السوء (رَحِيمٌ) بالتائب يعفو عنه من جهة ، ثم يثيبه على الإنابة والرجوع عن الذنب.
* * *
(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣))
١٢٠ ـ (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) ... عن الصادق عليهالسلام : الأمّة واحد فصاعدا كما قال الله تعالى ، وتلا هذه الآية. وعن الباقر عليهالسلام : ... وذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره ، فكأنّه أمة واحدة. وأمّا (القانت) فالمطيع ، وأما (الحنيف) فالمسلم. وعن الكاظم