سورة يوسف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢))
الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ : الر : قد سبق تفسيرها في أول سورة البقرة ، واخترنا هنا ما قيل من أن هذه الحروف المقطّعة في أوائل السّور ، أسماء للنبيّ (صلىاللهعليهوآله) على ما نصّ عليه في بعض الأدعية الواردة عن مولانا الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام. والحق أن جميع ما ذكر في هذا الصّدد لا يرتاح إليه الضمير ، والله تعالى أعلم بما يريد ، وما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم .. (تِلْكَ) إشارة إلى الآيات التي سيأتي ذكرها فيما بعد ، أو إشارة إلى سورة يوسف ، أو هي (آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) أي آيات القرآن الظاهر أمره في الإعجاز مع ظهور معانيه للمتأمّل والمتدبّر.
٢ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : الهاء : في أنزلناه ، ضمير عائد للكتاب الذي هو القرآن. وقد احتجّوا بحدوث الكلام بهذه الآية بوجوه :
الأول : قوله : إنّا أنزلناه ، فذلك يدل على الحدوث ، حيث إن القديم لا يجوز إنزاله وتحويله من حال إلى حال.