الثاني : وصفه بكونه عربيّا ، والقديم لا يكون عربيّا ولا عجميّا.
الثالث : وصف القرآن بكونه عربيّا يدل على أنه قادر على أن ينزله غير عربيّ ، وذلك يدل على حدوثه.
الرابع : أن قوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) يدل على أنه مركّب من الآيات والكلمات. وكل ما كان مركّبا كان محدثا على ما قرّر في الكلام.
وعلى كل حال فقد أنزله سبحانه وتعالى قرآنا عربيّا (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أيها الناس عامة ، وأيها العرب خاصة. أي من أجل أن تعقلوا معانيه وتتفهّموا منها أمور الدّين ، وتعلموا أنه من عند ربّ العالمين إذ هو عربي وقد عجزتم عن الإتيان بمثله. وكلمة : لعلّ ، هنا يجب أن تحمل على معنى الجزم ، يعني أنه أنزله بلسانكم لتعقلوه ولكي لا تتماروا في معانيه وأوامره ونواهيه.
* * *
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣) إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤) قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ