كقوله تعالى : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً). و (مِنْ دُونِي) بناء على هذا حال من المفعول الأول ، وهو وكيلا ، ويحتمل أن تكون منصوبا نداء أو بتقدير. أخصّ. وعلى كل تقدير فإن المراد من الموصول هو سام ابن نوح ، وهو جدّ إبراهيم عليهالسلام. وهو عليهالسلام جدّ بني إسرائيل لأنهم من نسل يعقوب وهو من نسل إبراهيم (ع) وبناء على النداء يصير المعنى أنه يا بني إسرائيل اذكروا جدّكم الأعلى وهو نوح عليهالسلام (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) فاقتدوا به ومن يشابه أبه فما ظلم ولئن شكرتم لأزيدنّكم.
* * *
(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (٨))
٤ ـ (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) ... أي أخبرنا وأعلمنا ، أو أوحينا إليهم ،