أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (٤٠) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (٤١) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (٤٢) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (٤٣) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (٤٤))
٣٢ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ) : أمر الله تعالى نبيّه صلىاللهعليهوآله بأن يضرب للكفرة الذين افتخروا على المسلمين بثروتهم وأموالهم مثل الرجلين اللّذين كانا أخوين في بني إسرائيل على ما روي عن ابن عباس أنه قال : يريد الله بالرّجلين ابني ملك كان في بني إسرائيل توفّي وترك ابنين ومالا جزيلا فأخذ أحدهما حقه منه وهو المؤمن منهما فتقرّب به إلى الله تعالى وتصدّق به ، وأخذ الآخر وهو الكافر حقه متملّك به ضياعا ، منها هاتان الجنتان اللّتان ذكرهما الله تعالى ومنها دار بني بألف دينار وتزوّج بامرأة بألف دينار ثم اشترى خدما بألف دينار ، فوصف الله سبحانه البساتين بصفات منها كونهما جنّتين بظلّ الأشجار. فان أصل معنى كلمة الجنّة : الستر والتغطية ، والصفة الثانية قوله سبحانه : (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أي جعلنا النخل محيطا بالجنّتين ، والثالثة كون الزرع بينهما بكيفيّة خاصّة بهما ، إلى آخر الأوصاف المذكورة.
٣٣ ـ (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) ... آتت أكلها : أي أعطت ثمرها وكل ما يؤكل منها (وَلَمْ تَظْلِمْ) لم تنقص (مِنْهُ شَيْئاً) من الثمر المعهود ، بل أدّته تماما على خلاف العادة الجارية في الفواكه فإنها تأتي سنة وتنقص في