فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (٢٦))
٢٢ ـ (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) : أي حملت بعيسى عليهالسلام. وفي القمي : فنفخ في جيبها بالليل فوضعته بالغداة ، وكان حملها به تسع ساعات ، جعل الله الشهور ساعات. وفي المجمع عن الباقر عليهالسلام : أنه تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في أرحام النساء في تسعة أشهر ، فخرجت من المستحمّ ـ المغتسل ـ وهي حامل مثقل ، فنظرت إليها خالتها فأنكرتها .. ومضت مريم على وجهها مستحيية منها ومن زوجها زكريّا. وعن الصادق عليهالسلام : كانت مدة حملها تسع ساعات .. ثم لمّا حملت به تنحّت عن الناس واعتزلتهم وهو في بطنها وذهبت بعيدا حياء من أهلها ومن غيرهم مخافة أن يتّهموها بسوء. وعن السجّاد عليهالسلام : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليهالسلام ثم رجعت من ليلتها.
٢٣ و ٢٤ ـ (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) ... أي ألزمها وألجأها وجع الولادة إلى جذع النخلة لتستتر به وتعتمد عليه عند الوضع. وتعريف (النَّخْلَةِ) إما أنه من قبيل تعريف الأسماء الغالبة كالنجم ، والداهية ، أو أن النخلة كانت معروفة مشهورة في تلك الصحراء بحيث إذا أطلق «جذع النخلة» يتبادر إلى الأذهان تلك النخلة لا غيرها ، فالألف واللام للعهد ، ويؤيّد ذلك ما روي ، ففي القمي : كان ذلك اليوم يوم سوق ـ صادفته في ممرّها ـ فاستقبلتها الحاكة ، وكانت الحياكة من أنبل الصناعات في ذلك الزمان ، فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم عليهاالسلام : أين النخلة اليابسة؟ فاستهزأوا بها وزجروها ، فقالت لهم : جعل الله كسبكم نزرا ـ أي قليل الخير والبركة ـ وجعلكم في الناس عارا ، ثم استقبلها قوم من التجار فدلّوها على النخلة اليابسة فقالت لهم : جعل الله البركة في كسبكم وأحوج