وانصرف إلى غيره (فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً) أي يتحمل إثم الإعراض عنه والانصراف إلى غيره مما هو باطل (خالِدِينَ فِيهِ) أي في الوزر ووباله الذي يترتّب عليه (وَساءَ) قبح (لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) أي : ساء هذا الوزر حملا حملوه واحتملوا إثمه يوم القيامة. فإن لفظة : حملا تمييز للمبهم من المضمر في الفعل : ساء.
١٠٢ و ١٠٣ ـ (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) ... أي وذلك ـ يعني يوم القيامة ـ يكون حين ينفخ إسرافيل عليهالسلام في الصور ، فتنبعث الأرواح في أجسادها ويقوم الناس للحساب في يوم المحشر (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) نبعثهم أحياء ونجمعهم إلينا (يَوْمَئِذٍ) في ذلك اليوم (زُرْقاً) مسودّة وجوههم من كثرة المعاصي والآثام (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) أي تراهم يتكلمون مع بعضهم بصوت خافت (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) أي لم تبقوا أمواتا أكثر من عشر ليال على الأكثر.
١٠٤ ـ (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) ... أي أن الله سبحانه وتعالى أعلم بما يقولونه يومئذ عن مدة لبثهم (إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) أي أحسنهم قولا وتقديرا وتقريرا (إِنْ لَبِثْتُمْ) ما بقيتم في رقدتكم (إِلَّا يَوْماً) سوى يوم لا أكثر ولا أقل.
* * *
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠)