نحن وأنت أثناءه (لا نُخْلِفُهُ) فلا يتأخّر أحدنا عنه (نَحْنُ وَلا أَنْتَ) واختر له (مَكاناً) معيّنا أيضا بحيث يكون (سُوىً) أي مستويا مسافة وبعدا فيما بيننا وبينك.
٥٩ ـ (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ... أي قال موسى عليهالسلام : الموعد بيننا يوم العيد الذي جعلتموه لكم في كلّ عام. وإنّما عيّن ذلك اليوم بالذات واختار عيدهم على غيره من الأيام ، ليظهر الحقّ ويبطل الباطل على رؤوس الأشهاد ، وحتى يصل أمر الدعوة إلى جميع الأنحاء والأقطار. فليكن الموعد يوم الزينة (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) أي أنهم يجتمعون بعد شروق الشمس وارتفاعها ، وقبل الظهر. ولا يخفى أن فرعون قد بدا ضعفه منذ طلب الموعد ، وأن موسى عليهالسلام قد بدت عليه القوة والوثوق بغلبته لفرعون وحزبه بشكل يروّعه ويزعزع أركان ملكه ويزلزل قلبه وينغّص عليه عيشه ، وقد ظهر الخذلان على فرعون منذ الآن إذ خرج من المجلس غضبان ، ودخل على أهله مضطربا منخلع الفؤاد ممّا رأى من آيات موسى وأخيه عليهماالسلام ، بدليل قوله تعالى فيما يلي : فتولّى فرعون ... إلخ.
* * *
(فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (٦٢) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (٦٤))