وحيد لاحتياج أهل الشّرك والعناد والجحود إلى الإكثار من ضرب الأمثلة ، فبيّن تعالى أسرار ما في السماوات مما كان خافيا عنهم ومحجوبا ، ومما لم يكن لهم طريق إلى معرفته ولا العلم به لو لا بيانه لهم. فكشف الستار عن بعض المعلومات الملفتة للنظر حتى تتمّ الحجة عليهم بذلك فقال سبحانه :
* * *
(وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١) وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣))
١٦ ـ (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً) ... أي خلقنا وأوجدنا فيها بروجا : منازل للشمس والقمر ، وهي اثنا عشر برجا أو منزلة ، على هيآت وصفات مختلفة كما يدل عليه الرّصد ، وكما أشير إليها في بعض الآيات والروايات من تشكيل الفصول الأربعة حيث ينتقل كلّ من الشمس والقمر أثناءها من منزلة إلى منزلة. وعن الباقر عليهالسلام : البروج : الكواكب. والبروج