وهذا الرسول العظيم ، ولكن إن هم إلّا جفاة قساة عليهم لعائن الله.
* * *
(وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (٥١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (٥٣) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٥٤) قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (٥٥) قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧) فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨))
٥١ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) ... هذا الكلام الشريف معطوف على ما سبقه من قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا) الآية. والرّشد هو ما فيه صلاح دينه ودنياه عن طريق الحجج والبراهين التي صارت سببا لإرشاده إلى المعرفة والتوحيد. وقيل إن المراد بالرشد هو النبوّة والخلّة ، وقيل هو الاهتداء والاستقامة على طريق الحق ، فقد آتيناه هذا كله (مِنْ قَبْلُ) أي من قبل بلوغه ، أو من قبل موسى وهارون ومن قبلك يا محمد ، فكلّها محتملة والله العالم (وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ) أي عارفين به معرفة علم وتأكيد بأنه أهل لما أعطيناه من الرّشد.
٥٢ و ٥٣ و ٥٤ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ) ... أي سأل أباه ـ هو عمّه أو جدّه لأمّه كما ذكرنا في غير مكان ـ وسأله قومه عن تلك