٧٥ و ٧٦ ـ (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) ... أي تفكّر يا محمد وقل من رضي بأن يكون ضالّا كافرا بالإسلام فليمدد له الله عزوجل بطول العمر والمتمتّع بالعيش استدراجا له إلى أن يجيء أجله ، و (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) من غلبة المسلمين لهم وقتلهم وأسرهم (إِمَّا الْعَذابَ) بأيدي المسلمين في دار الدّنيا (وَإِمَّا السَّاعَةَ) التي تأتيهم بيوم القيامة (فَسَيَعْلَمُونَ) يعرفون عند كلا الحالين (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) في الحياة أو بعد الممات (وَأَضْعَفُ جُنْداً) وأقلّ ناصرا ومعينا. فالعذاب : أي القتل ينتظرهم على أيديكم ، والساعة التي هي يوم القيامة تنتظرهم لزجّهم في النار ، وقد روي عن الصادق عليهالسلام أن المقصود بالساعة هنا هو قيام القائم عجّل الله تعالى فرجه حيث يقتل المشركين والكافرين (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) على يديه صلوات الله وسلامه عليه (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) أي الأعمال الحسنة التي تبقى عائدتها إلى أبد الآباد ، هي (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) أجرا وجزاء حسنا (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) أي مرجعا ونفعا عائدا منها ، فإنما هي النّعم الباقية ، وما سواها من النّعم الدنيوية فهي زائلة فانية .. ويستفاد من هذه الكريمة أن الهدى له مراتب لا تحصل إلّا بلطفه وعنايته سبحانه وبمزيد توفيقه لأمور تصير موجبة للقرب إليه جلّ وعلا.
* * *
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠))
٧٧ ـ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) : هذا إخبار بقصة العاص بن وائل حين طالبه الخبّاب بن الأرتّ بدين كان له عليه و (قالَ) أي العاص ـ وكان أحد المستهزئين بالدّين وبالبعث ـ : ألستم