عليهالسلام : لقد كانت الدنيا وما فيها إلّا واحد يعبد الله ، ولو كان معه غيره إذا لأضافه إليه حيث يقول : إنّ إبراهيم كان أمّة ... الآية ، فعبّر بذلك ما شاء الله ، ثم إن الله آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة. فإبراهيم سلام الله عليه كان وحده المسلم المطيع لله تعالى ، وكان أيضا :
١٢١ ـ (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) ... حامدا ربّه على أفضاله ، وقد (اجْتَباهُ) اختاره (وَهَداهُ) لدينه الحنيف الذي هو الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه.
١٢٢ ـ (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) ... أي حبّبه إلى جميع الناس حتى أن سائر أرباب الملل يتولّونه ويثنون عليه ، ورزقه خيرا كثيرا وعمرا طويلا وأولادا طيّبين مطيعين لله أنبياء مرسلين. وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام : ما أحد على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها برآء.
وقد نقل أن الله أمر موسى عليهالسلام أن يدعو بني إسرائيل إلى ترك الأعمال يوم الجمعة وأن لا يشتغلوا فيه للدّنيا بل يتفرّغوا لعبادة الله فقط ، وأن يجعلوه يوم عيدهم. فاختلفوا فيه ، بعضهم قبل وبعضهم اختاروا يوم السّبت لأن الله فرغ فيه من خلق العالم ، وبعض اختاروا يوم الأحد لأن الله بدأ فيه خلق العالم. ولهذا الاختلاف فرض الله سبحانه عليهم تعظيم يوم السّبت وتكريمه وشدد عليهم في تعظيمه وقال جلّ وعلا :
* * *
(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤) ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ