٧ ـ (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) : الجهر هو رفع الصوت إلى ما فوق الإخفات بحيث يكون مسموعا. والمعنى أنك إن رفعت صوتك بذكر الله وجهرت به ، أو إذا أخفّته وذكرت بما دون الجهر فإنه ـ أي الله تعالى ـ يعلم ويسمع السرّ الذي تكنّه في صدرك أو تبوح به إلى غيرك همسا ، ويعلم ما هو أخفى من السرّ كالذي توسوس به النفس من حديثها الخفيّ. فهو سبحانه يطلع على ما تسرّه وما تخفيه ممّا يخطر في بالك. وعنهم عليهمالسلام : السرّ ما أخفيته في نفسك ، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.
٨ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : ذاك هو الله سبحانه وتعالى الذي لا إله غيره ، وحسن الاسم تابع لحسن المسمّى ، فجميع أسمائه جلّ وعلا هي أسماء حسنى لا يشاركه فيها أحد بالمعنى الدقيق.
* * *
(وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦))