٨١ ـ (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) ... أي جاء الإسلام واضمحلّ الشّرك والكفر. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : دخل النبيّ (ص) مكة وحول البيت ثلاثمئة وستون صنما فجعل يطعنها بمخصرة في يده ويقول صلوات الله عليه وآله : جاء الحقّ وزهق الباطل ، فجعل الصنم ينكبّ لوجهه حين يقرأ (ص) هذه الآية ، وكان أهل مكة يقولون : ما رأينا رجلا أسحر من محمد صلىاللهعليهوآله.
* * *
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (٨٤))
٨٢ ـ (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ) ... أي أنّ في آيات القرآن ومعانيه شفاء للأرواح من الأمراض الروحية كالعقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة ، وفي ألفاظه شفاء للأبدان ، وببركة قراءته وتلاوته نور للقلوب وجلاء للأبصار والبصائر. وقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله. وأمّا كونه رحمة للمؤمنين فلأنهم المعتقدون به فينتفعون به دون غيرهم (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) أعني الظالمين الذين لم يؤمنوا به ، بل كذبوه ولم يقبلوا كونه من عند الله فلا يزيدهم إلّا خسارا في الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
٨٣ ـ (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) ... بالصّحة والسّعة في الرزق والكثرة في الولد (أَعْرَضَ) عن ذكرنا (وَنَأى) بعد أو نهض (بِجانِبِهِ) أي