٣١ ـ (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) ... أي قل يا محمد للمؤمنين بي المصدّقين قولك أن (يُقِيمُوا الصَّلاةَ) يؤدّوها ويداوموا على إقامتها (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) فيدفعوا زكاة أموالهم ويساعدوا الفقراء والمساكين ويواسوا البؤساء ويبذلوا في سبيل الله (سِرًّا) خفية عن الناس (وَعَلانِيَةً) على رؤوس الأشهاد (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ) يجيء (يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ) أي لا يبتاع المقصّر ما يتدارك به تقصيره ، ولا يفدي نفسه فيشتريها من العذاب (وَلا خِلالٌ) ولا صداقة نافعة ولا خلّة مفيدة في ذلك اليوم. وقيل إن البيع هو إعطاء البدل للتخلّص من النّار وليس هو المبايعة المعروفة. والخلال بمعنى المصادقة والمحابّة ، أي أن الكافرين لا يقدرون في ذلك اليوم أن يتّخذوا خليلا أو صديقا يشفع لهم لأن كل صديق كان لهم في الدنيا يصير عدوّا لهم في الآخرة وذلك قوله عزوجل : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ، إِلَّا الْمُتَّقِينَ).
وبعد أن ذكر سبحانه الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين بيّن الأمور التي يستحقّ بها الألوهية فقال عزّ من قائل :
* * *
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤))