أنه لم يستوف الخبز الذي حمله معه كزاد للطريق ، ثم ورد عليه وبشّره بحياة يوسف وذكر له ما جرى بينه وبينهم من حديث.
* * *
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤) قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦) قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨))
٩٤ ـ (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ) ... فصلت أي انفصلت عن مصر وفارقتها من عند يوسف عليهالسلام ، والعير هي قافلة الإبل التي كانت تحملهم مع ميرتهم متجهة نحو أرض كنعان. وحينئذ (قالَ أَبُوهُمْ) أي يعقوب (ع) قال للحاضرين في مجلسه من أهل بلده ولمن هم في خدمته : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) قال أبو عبد الله عليهالسلام : وجد يعقوب ريح قميص يوسف وهو بفلسطين من مسيرة عشر ليال. وهي مسافة ثمانين فرسخا كما أسلفنا. وذكر أن ريح الصّبا استأذنت ربّها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير بالقميص فأذن لها المولى عزوجل فأتته بها. وقيل إن كان محزون يستروح بريح الصّبا ولذا قال الشاعر :
فإن الصّبا ريح إذا ما تنسّمت |
|
على نفس محزون تجلّت همومها |
فقد تنشّق يعقوب عليهالسلام ريح ابنه وذكر ذلك لمن كان بحضرته قائلا لهم : (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) أي لو لا تضعيف رأيي وتسفيه قولي