وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠))
٩٥ ـ (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ :) حرام هنا معناها : ممتنع رجوعهم إلى الدنيا أو إلى التوبة بعد إهلاكهم. وعلى هذين التفسيرين تكون (لا) مزيدة ، وقيل حرام عدم رجوعهم للجزاء وممتنع ذلك. وعن الصادقين عليهماالسلام : أنهم لا يرجعون في الرجعة.
٩٦ ـ (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) ... هما قبيلتان من الناس ، أي : حتى إذا فتح السدّ الذي يحيط بموطنهما. وروي أنه إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا ، ويأكلون الناس ، ولا بد من تأويل أكلهم للناس كالتكنية بذلك عن إبادتهم للناس في الحرب أو غير ذلك بسبب كثرتهم ـ والمحتمل أنهم أهل الصين الذين يعدّون حوالي الألفي مليون نسمة ـ وقد عبّرت الآية الشريفة عن كثرتهم حين قالت : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) والحدب : التلّة من الأرض ، أي يأتون من كل ناحية وكل صوب يتراكب بعضهم فوق بعض ، ويأتون أمواجا كأمواج البحار. و : ينسلون : يسرعون كمال السرعة. وقد قيل إن الحدب هو القبر وأنهم يومئذ يقومون من القبور إلى ربّهم ، وقرئ : من كل جدث أيضا. وبناء على هذا