عليها ، أو معناه : احمل نفسك عليها وعلى مشاقّها فإنها كبيرة إلّا على الخاشعين ، وقيل معناه : داوم على الأمر بها ونحن (لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً) لا نكلّفك بطلب الرزق والسعي من أجله ، إذ (نَحْنُ نَرْزُقُكَ) ونمنّ عليك (وَالْعاقِبَةُ) الآخرة المحمودة (لِلتَّقْوى) يعني لأهل التقوى والطاعة.
* * *
(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥))
١٣٣ ـ (وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) ... أي نتمنّى عليه أن يأتينا بمعجزة من المعاجز التي نقترحها عليه ونطلبها منه لنستدلّ على صدقه صلىاللهعليهوآله في دعوته. وهو قول باطل (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى؟) هذا جواب لهم يعني : أولم يكفهم ما في الكتب التي نزلت على الأنبياء سابقا من إهلاكنا لأممهم حين عصوا أوامرنا وعصوا رسلنا واستهزءوا بأقوالهم؟ أليس ذلك من الآيات البيّنات الواضحات. و (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) هو القرآن الكريم الذي يشتمل على زبدة ما في جميع الكتب السماويّة من العقائد والأحكام والقصص والأمثال والوعد والوعيد والذكرى وغيرها ، مع أن الآتي به لم ير تلك الصّحف ولم يتعلّم من أحد كان يعلّمها للآخرين ، فهذه أعظم آية وأبينها وأكبر إعجاز لغير الجاحد الكفور.