٩٢ و ٩٣ ـ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) : هذا قسم منه سبحانه لنبيّه صلىاللهعليهوآله ليطمئنّ قلبه بأنه سيسأل المقتسمين ، أو جميع المكلّفين. وعن ابن مسعود أنه قال : ما من عمل عمل ابن آدم إلّا إنه تعالى يسأل عنه : يا ابن آدم ما غرّك عنّي؟ يا ابن آدم ماذا عملت؟ وماذا أجبت المرسلين؟ وعن الصادق عليهالسلام أنه : ما من أحد يوم القيامة إلّا وقد سئل عن أمور : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله كيف اكتسبه وأين وضعه ، وعن ولايتنا أهل البيت.
٩٤ و ٩٥ ـ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) ... أي اجهر بتبليغ الأوامر والنواهي وأشرع في الأمر متحملا صعوباته ومسئولياته. ففي الخبر أن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد أن بعث كان يدعو الناس إلى الله عزوجل في الخفاء حتى مضى عليه ثلاث سنوات ، فنزل جبرائيل عليهالسلام بهذه الآية : أي ادع علنا (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) لا تبال بهم ولا تلتفت إليهم (إِنَّا كَفَيْناكَ) منعناك وحفظناك من (الْمُسْتَهْزِئِينَ) بإهلاكهم ، فقد كان خمسة نفر أو ستة من أشراف قريش يؤذونه فأهلك الله كلّ واحد منهم بآية كما سبق وذكرنا.
٩٦ ـ (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ... قد تكون (الَّذِينَ) عائدة للمستهزئين ، وقد تعني أن جميع المشركين الذين جعلوا مع الله إلها غيره وكفروا به سبحانه (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) سيعرفون بطشه حين يذوقون عذابه الشديد. وهذا تهديد لهم ولجميع الكافرين.
* * *
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩))