٨ ـ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) ... أي بعد المرة الثانية ، إن تبتم (وَإِنْ عُدْتُمْ) إلى الإفساد مرة أخرى (عُدْنا) مرة ثالثة إلى عقوبتكم ، وقد عادوا بتكذيب محمد صلوات الله عليه وآله ، فسلّطه تعالى عليهم بقتل بني قريظة وإجلاء بني النضير ، وضرب الجزية عليهم فأخزاهم وخذلهم والحاصل أنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله فصارت جهنّم لهم حصيرا اي محبسا.
* * *
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (١١))
٩ ـ (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ) ... تأكيد لكون القرآن متصفا بالهداية والإرشاد بحيث ما كان غيره من الكتب السماوية بهذه الكيفية (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) للطريقة التي هي أقوم الطّرق واشدّها استقامة. وعن الباقر عليهالسلام : أنه يهدي إلى الولاية ، وعن الصادق عليهالسلام : يهدي إلى الإمام. واستدل بهذه الآية على أن هد القرآن يهدي إلخ .. وقيل معناه : يرشد إلى الكلمة الّتي هي أعدل وأقوم الكلمات ، وهي كلمة التوحيد. وهو يبشر (الْمُؤْمِنِينَ) بالفوز العظيم ، وبالأجر الكثير.
١٠ ـ (وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) ... أي الكافرين بالبعث والنشور والحساب (أَعْتَدْنا) هيّأنا لهم (عَذاباً أَلِيماً) شديدا موجعا في نار جهنم.
١١ ـ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) ... قيل في معناه أقوال.