قَبِيلاً (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣))
٩٠ ـ (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) ... أي قال المكابرون من الجبابرة لن نصدّقك (حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) فتجري لنا الماء في بطاح مكة فنستقي ونزرع ونستغني عن الناس.
٩١ ـ (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ) ... أي أن تأتي بآية من السماء فتجعل لنفسك جنّة وارفة الأشجار كثيرة الثمار (فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً) وتجعل المياه تتدفّق في أنحائها ونحن نرى ذلك بأم العين.
٩٢ ـ (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) ... أي توقعها علينا على ما أوعدتنا وهدّدتنا. والكسف جمع كسف كقطع جمع قطع لفظا ومعنى ، (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) كفيلا من قبل به يقبل قبالة أي كفل وضمن وجاء قبيل بمعنى الكثرة ، أي جئنا بجماعة من الملائكة يشهدون بصدقك ، أو جئنا بهما شاهدين على صدق دعواك وضامنين لك فيما ادّعيت من أنك رسول من عند الله.
٩٣ ـ (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) ... بحيث تملك قصرا فخما جميلا مزيّنا (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ) تصعد إليها بمعجزة ونحن ننظر إليك ونرى صعودك. ثم إذا صعدت ونزلت ونحن ننظر (لَنْ نُؤْمِنَ) ونصدّقك (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) ونطّلع عليه. (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي) تنزّه وتقدّس (هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) يعني إظهار الآيات المقترحة ليس بإرادتي ، بل هي أمور تحت قدرته تعالى واختياره إن شاء ينزلها وإلّا فلا ، وأنا رسول إليكم وما على الرّسول إلّا البلاغ. وإنّ ربّي منزّه عما تقولون من أن أجيء به فإنه ليس بجسم كما تزعمون وتقيسون على آلهتكم ، وإنه لا