فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (٢٤) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦))
٢٢ ـ (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ) ... أي أهل المدينة وملكهم كما سبق تنازعهم في الموت والنّوم وفي البناء أو المسجد الذي يصلّى فيه ويكون ذكرى لهم ودالّا على صحة القول بالبعث والنشر بالأبدان والأرواح بل بالأكفان الفانية ، كما أن الكهفيّين بعثوا هكذا أي مع ألبستهم مضافا إلى أجسادهم وأرواحهم. أو المراد بالمتنازعين في العدد ، وهم أهل الكتاب والمؤمنون في عهد نبيّنا صلىاللهعليهوآله كما جاء به الحديث. فكما اختلفوا في مدة لبثهم في الغار كذلك اختلفوا في عددهم ، فمن قائل هم ثلاثة ، ومن قائل هم خمسة ، إلى قائل : هم سبعة (رَجْماً بِالْغَيْبِ) أي يقولون قولا من حيث لا علم لهم بالغيب ولا معرفة لهم بعددهم. وهذا الكلام راجع إلى القولين السّابقين في مقام تزييفهما والطعن عليهما. وهو يدلّ على صحة القول الثالث ، وإلّا لوقع بعد تمام الأقوال الثلاثة مضافا إلى روايات وردت من الخاصة والعامّة تدلّ على القول الثالث. هذا مع أنه تعالى خصّ هذا القول الأخير بزيادة حرف وهو الواو الّتي تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة ، نحو جاءني رجل ومعه آخر. وفائدتها توكيد ثبوت الصّفة للموصوف. ففيما نحن فيه يدل على صدق القول الذي خصّ بهذه الزيادة. وهذه فائدة مهمّة ترتّبت على زيادة هذا الحرف (أي الواو) في (وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ، (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا