بعث ولا حشر. أو المراد أمر الفتية فقد قيل ماتوا ، وقيل ناموا وظاهر ذيل الآية أن الأمر المتنازع فيه هو الموت أي موتهم بعد بعثهم. ولذا (فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) كالمقابر حتى يخفوا عن أعين الناس الكفرة. فالله تعالى قال : (رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) أي لم تقولون ما لا تعلمون؟ نحن العالمون أنّهم نائمون أم ميّتون. فهذا الذيل يدلّنا على أن المراد بالأمر المتنازع فيه هو أمر الفتية لا غير (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) قيل إن المراد أمر الفتية. والمراد بالموصول الملك المؤمن وأعوانه ، أو هم وسائر المؤمنين ، أو خصوص المؤمنين ولكن الظاهر بعد التأمّل التّام في الكريمة أن المراد من الضمير المضاف إليه هو أهل بلد الفتية لا الفتية ، والأمر أمر أهل البلد بقرينة غلبوا ، حيث إن الغالبين أي المتولين والقاهرين إمّا الملك وأعوانه ، أو أركان البلد ورؤوساؤهم ، فإنهم الغالبون على أمور الناس من أهل البلد ، لا على أمر الفتية الذين ماتوا بعد البعث أم ناموا حتى يغلبوا وأما البناء أو المسجد فهما من أعمال أهل البلد وأفعالهم لا فعل الفتية وأمرهم بحيث يصح أن يقال : إن الملك وأعوانه غلبوا على أمر الناس لبناء مسجد يصلّي فيه المسلمون ويكون ذكرى وعبرة لمنكري البعث والحشر ، لأن من صلّى في مسجد أصحاب الكهف قهرا يتذكر أمرهم ولو لم يعرف قصّتهم فلا بد وان يسأل عنها حتى يعرفها.
* * *
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي