القميص. فقلت لهم : يا إخوتي اتّقوا الله ولا تجرّدوني. فسلّوا عليّ السكين وقالوا : لئن لم تنزع لنذبحنّك. فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا. قال : فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه. فلما أفاق قال : يا بنيّ حدّثني. قال : يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلّا أعفيتني ، فأعفاه .. وفي رواية : إن يوسف قال لأبيه : لا تسأل عن صنع إخوتي بي ، واسأل عن صنع الله بي.
أما لفظة : يا أبت فهي قراءة من قرأها بالإضافة إلى نفسه (يا أَبَتِ) فقد كسر التاء على الإضافة لياء المتكلم لأن ياء الإضافة تحذف في النداء. وأما إدخال تاء التأنيث في الأب (أبة) فانما تدخل في النداء خاصة وتلزم الأب عوضا عن ياء الإضافة. وقد يوقف عليها بالهاء فيقال : يا أبه ، لأن تاء التأنيث في الأسماء تبدل بالهاء حين الوقف.
أما من قرأ بالفتح : يا أبتا فإنه قد أبدل ياء الإضافة بألف.
* * *
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١))
١٠١ ـ (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ) ... إن يوسف في ذلك المجلس الذي هيمن عليه الشكر لله والحمد له على مننه الجزيلة ، قد غمره الجوّ الإيماني الرائع ووقف حامدا خاشعا ضارعا معترفا بتتابع نعم الله عليه التي منها الملك والسياسة والتدبير بين الخلق وتعليمه وتفهيمه وتولّي أمره حيث لم يكله سبحانه إلى غيره ولم يعط أحدا كما أعطاه ـ قد خشع قلبه أكثر من أي وقت مضى وهو بين يدي ربّه وأبويه والنّعم محيطة به فتوجّه إليه تعالى معدّدا أفضاله قائلا : ربّ قد آتيتني من الملك مستعملا لفظة : من ، التي