واضحة الدلالة على أنّي صادق في دعواي ولكن أنت لمّا كنت معاندا أو جاحدا لا تصدّق ولا تقبل فأظنّك (مَثْبُوراً) أي مشرفا على الهلاك أو مهلكا أو مصروفا عن الخير أو ملعونا.
١٠٣ ـ (فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ) ... أي يستخفّ ويزعج موسى وقومه بالنفي من أرض مصر أو بالقتل فأخذناه وقومه بالإغراق على نقيض مراده. وهذا معنى قوله تعالى : (فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً).
١٠٤ ـ (وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ) ... أي الأرض التي أراد فرعون أن يبعدكم عنها أرض مصر. و (وَعْدُ الْآخِرَةِ) قيام السّاعة (جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) أي جميعا أو مختلطين أنتم وهم للحكم والجزاء.
* * *
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (١٠٥) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (١٠٦) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (١٠٩))
١٠٥ ـ (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) ... أي ما أردنا من إنزال القرآن الّا تركيز الحق في مركزه (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) اي ما نزل إلّا بالدّعوة إلى الحقّ ، ولست (إِلَّا مُبَشِّراً) للمطيع بالثواب (وَنَذِيراً) للعاصي بالعقاب.
١٠٦ ـ (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) ... أي أنزلنا قرآنا. عطف على : وبالحق (فَرَقْناهُ) تشديدا وتخفيفا أي فصلناه وجعلناه قطعا متمايزة من حيث الإنزال ، نجوما في نحو نيّف وعشرين سنة أو فرقناه من حيث بيان الحقّ