جميع أمواله ، فإن الأموال تجمع من الثمار وأمثالها. وأحيط من أحاط به العدو أي أهلكه (يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) اي يحوّلهما من جانب إلى آخر ويضرب إحداهما على الأخرى كناية عن التندم والتحسّر (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) أي أن الأبنية ساقطة عن دعائم كرومها فالكروم واقعة عن الدعائم بعد سقوطها. والضمير راجع إلى الجنة باعتبار ما قلناه. أو المراد بالعروش السقوف والضمير راجع إلى الأبنية والمعنى أن الأبنية واقعة على السقوف بعد سقوط السّقوف أوّلا. وعلى أيّ تقدير لمّا شاهد صاحب الجنّة العذاب صار يضرب يده على الأخرى ويقول (يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ) كأنّه تذكّر نصح أخيه ووعظه له وتنبّه إلى أن هذا العذاب من ناحية شركه.
٤٣ ـ (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ) ... أي جماعة تعينه على مصيبته (وَما كانَ مُنْتَصِراً) أي ممتنعا بقوّته عن انتقام الله منه.
٤٤ ـ (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) ... أي يوم القيامة ، أو في تلك الحال. والولاية بفتح الواو : هي النصرة ، وبكسرها السّلطان والملك. والحقّ : بالرفع صفة للولاية ، وبالكسر صفة لله سبحانه وتعالى (خَيْرٌ عُقْباً) أي عقابة أحسن.
* * *
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (٤٥) الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (٤٦))
٤٥ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا) ... أي اجعل يا محمد لقومك