يحذّركم سخط الله تعالى وعذابه ، المبين : المظهر لصدق دعواي بالحجج والبراهين الواضحة ، وأنا أعلن لكم أنكم إذا لم تؤمنوا فإنه ينزل بكم عذابه في الدنيا وفي الآخرة.
* * *
(كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦))
٩٠ و ٩١ ـ (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) ... هذا عطف على ما سبقه من وجوب إنذار الكفار بنزول العذاب عليهم كما نزل على المقتسمين : وهم اليهود والنّصارى عن ابن عباس فإنهم قسّموا القرآن أقساما بحسب هواهم ، فصدّقوا بما هو موافق لهم ، وكفروا بالذي كان مخالفا لهم ، فهم (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) أي صيّروه أجزاء وأقساما وقالوا عن بعضه : هذا حقّ لأنه موافق لما في التوراة والإنجيل ، وقالوا عن بعضه الآخر : هذا باطل لأنه مخالف لهما ، فقسّموه إلى حقّ وباطل كما عن ابن عباس ، أما ما روي عن الصادقين عليهماالسلام فإنهما سئلا عن هذه الآية فقالا : هم قريش ، ففي كتاب عين المعاني أن كفّار قريش كان بعضهم يقول : إن سورة البقرة لي ، وآخر يقول : سورة النّمل لي والباقي لكم ، وهكذا كان كلّ واحد منهم يختار سورة استهزاء وسخرية ويتقسّمون القرآن بهذه الكيفية فسمّاهم الله سبحانه المقتسمين ووصفهم بالّذين جعلوا القرآن عضين : أي قطعا قطعا وعضوا عضوا.