لذاته قادر عليم حكيم أزليّ أبديّ. فصرير الباب وخرير الماء وأصوات الرعد ولمعان البرق هذه تسبيحات اي تسبيح فطري من طريق الدلالة بالبيان المذكور آنفا (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) حيث لا تتفكرون فتعلموا طريق دلالتها على التوحيد بعد الدلالة على وجود الصانع الخالق للممكنات طرّا (إِنَّهُ كانَ حَلِيماً) يمهلكم على كفركم بلا عقوبة (غَفُوراً) لمن تاب بعد الإيمان والتوحيد والعمل الصالح.
* * *
(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (٤٦) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٤٧))
٤٥ ـ (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) ... أي إذا تلوته ورتّلت آياته على الناس (جَعَلْنا) أوجدنا (بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) الكافرين بها المنصرفين عن دعوتك الى الايمان (حِجاباً مَسْتُوراً) أي سترا على أعينهم ، فهم لا يرون الحجاب وكذا لا يرون المحجوب به ـ أي النّبي الأكرم صلوات الله عليه وآله حين قراءته للقرآن ـ وإنما هو من قدرة الله تعالى حجب نبيّه (ص) بحجاب لا يرون من ورائه وقد كانوا يأتون حين قراءته ويمرّون به ولا يرونه ليؤذوه. وقيل حجابا ساترا والمفعول قد يكون بمعنى