سورة النحل
مكيّة إلا الآيات الثلاث الأخيرة وهي ١٢٨ آية.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢))
١ ـ (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ... في هذا الكلام الكريم أقوال :
أحدها : أن معناه : قرب أمر الله بعقاب المشركين ، فإنهم قالوا للنبيّ : ائتنا بعذاب الله ، فقال سبحانه : إن أمر الله آت قريب كأنه بحكم الواقع.
ثانيها : أن أمر سبحانه يعني أحكامه وفرائضه وجميع ما أتى رسوله.
وثالثها : أن أمره تعالى هو يوم القيامة ، وقد أتى : قرب مجيبه بمعنى أنه آت لقرب تحقّقه ووقوعه (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) سواء أكان العذاب أم يوم القيامة الموعود ، فإنه لا خير لكم في ذلك أيها المشركون ولا خلاص لكم من غضب الله ولا منجى من عذابه ، وسيقع في وقته وحينه وبحسب ما تقتضي الحكمة والصلاح.
٢ ـ (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) ... أي ينزّلهم بما يحيي القلوب