وبثواب أعمالهم (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ) نتركهم وندعهم (فِيها جِثِيًّا) مكبكبين مكبّلين جاثين على الرّكب.
* * *
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (٧٤) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦))
٧٣ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) ... أي إذا تقرأ عليهم آياتنا ظاهرات الإعجاز بيّنات المعاني واضحات (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) خاطبوهم مستهزئين قائلين : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) من المؤمنين بها والجاحدين لها (خَيْرٌ مَقاماً) خير منزلا ومكانا (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) أعلى وأجمل مجلسا ، ذاك أنهم يتبجّحون بما هم فيه من الاجتماع على الضلال وتنظيم أمور معاشهم وأثاثهم ورياشهم ، وأنديتهم التي يتفكّهون فيها ويكيدون للدّين وللمؤمنين ، ولذلك قال سبحانه وتعالى :
٧٤ ـ (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) : هذه لفظة (كم الاستكثارية) أي كثيرا ما أهلكنا قبلهم (مِنْ قَرْنٍ) جيل وأمّة كانوا أحسن أثاثا : متاعا وفرشا وأجمل (رِءْياً) منظرا. والرّءي على وزن (فعل) من الرؤية ، وقيل فيه معان أخر لا محل لها هنا.