السلام من تلك القرية الشّريرة ، شملته رحمتنا وناله لطفنا وعطفنا ، فسلّمناه من العذاب الذي نزل بالقوم الظالمين (إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) العباد الذين يعملون صالحات الأعمال التي ترضي الله عزّ وعلا.
* * *
(وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٧٧))
٧٦ ـ (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ) ... : نوحا معطوف على ما قبله ، أو هو منصوب ب (اذكر) نوحا حيث دعانا ونادانا من قبل إبراهيم عليهالسلام ومن قبل لوط وغيرهما ، فاستجار بنا داعيا على قومه العتاة العصاة (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) سمعنا دعاءه وأجبناه بما طلب (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) سلّمناه هو ومن آمن به من أهله وغيرهم (مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الذي هو الغرق الذي انتقم الله تعالى به من قومه حين عصوه ، وهو من أعظم الكرب لأنه لا مهرب فيه من الموت غرقا في غمرات الماء ..
٧٧ ـ (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) ... : أي جعلناه منصورا عليهم وظافرا بعد أن سخروا به وبدعوته وكذّبوا بدلائلنا وبراهيننا ومعاجزنا (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ) أهل شرّ لا خير فيهم (فَأَغْرَقْناهُمْ) بماء الطوفان الذي غمر وجه الأرض وقتل كلّ حيّ (أَجْمَعِينَ) بكاملهم فلم ينج منهم أحد إلّا المؤمنون الذين حملهم نوح عليهالسلام في فلكه.
* * *