ويهلككم في الماء إذا كنتم فيه هو القادر أن يهلككم في التراب إذا كنتم على وجه البسيطة في البرّ فلا تأمنوا من أن يخسف بكم جانب البرّ أي طرفه ، والإضافة بيانيّة (أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) من الريح الشديد التي تحصب أي ترمي بالحصى (ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) حافظا من ذلك.
٦٩ ـ (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى) ... أي في البحر مرّة أخرى بتقوية دواعيكم إلى أن ترجعوا فتركبوا البحر (قاصِفاً) أي كاسرا شديدا يكسر الفلك والشجر ويقلع الأشجار والأبنية و (تَبِيعاً) مطالبا يتبعنا بثأركم أو دافعا عنكم أو ناصرا لكم والحاصل ليس لأحد أن يخاصمنا في فعلنا حيث إنّا نفعل ما نشاء.
٧٠ ـ (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) ... بالعقل والنّطق واعتدال الخلق وتسخير الأشياء له وخصوصيات أخر تختص به كتدبير أمر المعاش والمعاد وتسخير جميع الحيوانات ، إلخ .. (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي على الدوابّ والسّفن بل في الجوّ على المراكب الجوّيّة بأقسامها من الحربيّة وغيرها الّتي بلغت اليوم مبلغا كبيرا من الأنواع المختلفة ولا حاجة لذكرها (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا) والمراد هو التفضيل بفنون النعم الدّنيوية وأقسام الملاذّ وممّا لم يجعله لشيء من الحيوان كتسخير الكائنات لبني آدم وكالثواب على العمل فإن المراد بالتفضل هو التفضّل البدويّ والمستثنى هو جنس الملائكة فيسقط الاستدلال بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء ويلزم القول بان المراد من التفضيل هو الثواب على الأعمال والتكاليف.
* * *
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧١) وَمَنْ كانَ فِي