عَلى أَبَوَيْكَ) أي جدّيك إذ يقال للجدّ أبا ، وهما (إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ) فعلى إبراهيم عليهالسلام أنعم الله سبحانه بالخلّة والرسالة والنجاة من نار النمرود ، وعلى إسحاق عليهالسلام منّ بالنبوّة وبإخراج الأسباط من صلبه (إِنَّ رَبَّكَ) عزوجل (عَلِيمٌ) بما يفعله وبكل شيء (حَكِيمٌ) بتقديره وفعله طبق المصلحة والحكمة البالغة.
* * *
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧) إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (٩) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠))
٧ ـ (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) : أي كان في قصة يوسف مع إخوته دلائل على قدرة الله وجميل صنعه وعبر عجيبة لمن يسأل من الناس عن خبرهم ويستفسر عمّا جرى بينهم. وقد روي أن اليهود قالوا لكبراء المشركين : سلوا محمدا : لم انتقل آل يعقوب من بلاد الشام إلى مصر ، وما قصة يوسف؟. فالسائلون هم هؤلاء ، وقد أخبرهم صلىاللهعليهوآله بالقصة من غير سماع من لسان ولا قراءة في كتاب ، فكانت روايته لها من أعلام نبوّته (ص).
٨ ـ (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا) ... فقد قال إخوة يوسف فيما بينهم : إن يوسف وأخوه لأبويه ـ وهو بنيامين أخوه من أمه وأبيه ـ مقرّبان من أبينا أكثر منّا ، فهو يؤثرهما علينا (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) أي ،