(أَصْلُها ثابِتٌ) متين ضارب في الأرض بعروقها القوية وجذعها الصّلب (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) مرتفع في الجو.
٢٥ ـ (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ... أي أن هذه الشجرة تجود بثمارها لآكليه في كل وقت بمشيئة خالقها وبأمره (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) يبيّنها لأن في بيانها تذكيرا وتصويرا للمعاني بالمحسوسات لتقريبها من الأذهان وتيسيرها للأفهام موعظة (لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) فيتدبرّونها ويتفكّرون فيها.
٢٦ ـ (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) ... الكلمة الخبيثة هي كلّ قول باطل يدعو إلى الضلال والفساد ، وهي كالشجرة الخبيثة التي لا يقبل الطبع ثمرها لمرارته كشجرة الحنظل وغيرها مما لا يطيب أكل ثمره. وعن الباقر عليهالسلام : إنها بنو أميّة وقد (اجْتُثَّتْ) شجرتهم واقتلعت جثتها (مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) فلم يكن لها استقرار فيها (ما لَها مِنْ قَرارٍ) ليس لها فيها من ثبات.
٢٧ ـ (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) ... أي أنه سبحانه يسدد المؤمنين عن حجة وبرهان ويؤيدهم فيثبت إيمانهم ولا يزيله تشكيك مشكّك ولا يغيّره ريب مريب ، فيثبّتهم على إيمانهم (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) الّذي هو كلمة التوحيد وما ينطقون به (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) طيلة حياتهم (وَفِي الْآخِرَةِ) يثبّتهم أيضا فترجح موازينهم ولا تزلّ أقدامهم (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) يحرمهم عنايته ويخلّي بينهم وبين أنفسهم واختيارهم (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) ولا يفعل ما يشاء غيره.
* * *
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها