الفحص ليميّزوا المهتدي والضّالّ (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) اعلموا أنه بئس ما يحملونه من أوزار الضّلالة ووبال إضلالهم ، فإن الضالّ والمضلّ شريكان في الإثم.
* * *
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٦) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (٢٧) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٢٩))
٢٦ ـ (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ... هذه الكريمة على سبيل التسلية لنبيّنا (ص) والوعيد لقومه ، أي قد فعل الخدع والحيل الّذين كانوا قبل مشركي قريش بأنبيائهم إيذاء لهم وإضرارا ، واهتمّوا بذلك اهتماما شديدا. وروي أنهم كانوا يقتلون من أنبيائهم أزيد من سبعين نبيّا بين الطلوعين ، ثم يذهبون إلى أسواقهم للكسب والتجارة وكأنّهم لم يفعلوا شيئا (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) أي فجاءهم أمر الله وعذابه فاقتلع أساس أبنيتهم المتقنة (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) فسقط السقف وانهدم