إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٨٠) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (٨١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٨٢))
٧٧ ـ (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ... أي جميع المعلومات الغيبية والأسرار والمكنونات السمّاوية والأرضيّة ، ومنها القيامة الكبرى تنحصر وتختصّ به تعالى ، والإتيان بها عنده تعالى في السرعة والسهولة (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ) القيامة (إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) كارتداد الطّرف (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) فإن لمح البصر ذا فعلين : وضع الجفن ورفعه بخلاف إيقاع القيامة فإنه فعل واحد. أو المراد بأمر السّاعة إحياء الأموات فإنه أمر دفعيّ وما يقع دفعة واحدة بخلاف لمح البصر لأنه فعلان كما قلنا (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لا يعجزه شيء.
٧٨ ـ (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) ... بالولادة ، وأنتم عندها (لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) بل تجهلون أنفسكم (وَجَعَلَ) بعد ذلك (لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) أي ركّب فيكم هذه الأدوات والآلات حتى تعرفوا جزئيّات الأشياء بمشاعركم وتتعقّلوها بقلوبكم لتحصل لكم العلوم البديهيّة ولتكتسبوا العلوم النظريّة فإن تلك الأدوات والقوى من أعظم النّعم