يا عجول. نعم قد تستعمل العجلة مكان السرعة من باب أنها أعمّ وضعا أو مجازا فيقال : عجّل في الأمر ، أي : أسرع فيه.
٤٢ ـ (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ... أي قد كاد الذين من قبل قومك لأنبيائهم كيدا كثيرا (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) وعليه مجازاة الماكرين ، وهو يأخذهم بسوء تصرّفهم ويخادعهم بما لا قدرة لهم على رده وهو خير الماكرين سبحانه ومكره الأخذ بسرعة وحسن تدبير لا يخطر في البال جزاء ما يمكرون ، وليس هو المكر السّيء المذموم الذي يقومون به من المكايدة والمخاتلة. فاطمئنّ يا محمد قلبا لأن الله (يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ) ولا يفوته علم شيء ولا يشغله شيء عن شيء (وَسَيَعْلَمُ) سيعرف هؤلاء (الْكُفَّارُ) المعاندون لك (لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) العاقبة الحسنة يوم القيامة.
٤٣ ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) ... أي أنهم ينكرون رسالتك من عند الله ونبوّتك ، ف (قُلْ) لهم : (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) شاهدا عالما (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) يفصل في هذا الأمر وفي غيره (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ومن يملك الأحكام ويفصل في الأمور. وقد سأل رجل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عن أفضل منقبة له ، فقرأ هذه الآية. وذلك أنه سئل النبيّ صلىاللهعليهوآله عن هذه الآية فقال : ذاك أخي عليّ بن أبي طالب. والروايات بهذا المضمون كثيرة لا نحتاج إلى استقصائها. وقد سئل الإمام عليهالسلام عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم ، أم الّذي عنده علم الكتاب؟. فقال : ما كان الذي عنده علم من الكتاب ، عند الذي عنده علم الكتاب ، إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.
* * *