(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠) يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١١١))
١١٠ ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا) ... عطف هذه الشريفة على الكريمتين اللتين سبقتاها فقال سبحانه : وكذلك الذين هاجروا من مكة هربا من جور عتاة قريش (مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) أي بعد أن عذّبوا واختبروا وأكرهوا على التبرئة كعمّار وغيره (ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا) على الآلام والمشقّات التي لاقوها من الكفار أثناء الجهاد (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) من بعد ذلك العذاب وتلك المشقّات (لَغَفُورٌ) متجاوز عما فعلوا من قبل (رَحِيمٌ) رؤف بهم. و (لَغَفُورٌ) خبر (إِنَ) الأولى والثانية جميعا ، ونظير هذا كثير ومكرر في القرآن الكريم.
١١١ ـ (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) ... أي تحاجّ عن ذاتها وتخاصم وتدافع عنها إذ لا يهمها غيرها لشدّة أهوال يوم القيامة ، فتسعى للخلاص وتعتذر بكل وسيلة ، (وَ) لكنّها (تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ) تعطى يومئذ استحقاق (ما عَمِلَتْ) أي جزاء عملها إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ولا يظلم ربّك أحدا لأنه منزّه عن الجور.
* * *
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ