التي للربيع والصيف : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة ، وبروج الخريف والشتاء : الميزان والعقرب والقوس والجديّ والدّلو والحوت ، وهي اثنا عشر برجا. وقال بعض أهل الفضل : معنى البروج : القصور العالية ، وقد سمّيت الكواكب بها لأنها للسيارات كالمنازل لسكّانها. أمّا اشتقاقه فمن التبرّج لظهوره. وسير الشمس إنا يكون في كل برج من البروج الاثني عشر ثلاثين يوما تقريبا ، وبهذا الاعتبار تنقسم المسافة بين البرج والبرج الذي يليه إلى ثلاثين برجا ـ أو منزلة ـ فيصير للشمس ثلاثمئة وستون برجا في السنة بحسب سيرها ، وهي بين برج وبرج منها تدل باختلاف طبيعتها وخواصّها مع تساويها في الحقيقة ، تدل على وجود صانع حكم قد أتقنها ثم قال : (وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ) أي جعلنا السماء مزيّنة مزخرفة بالكواكب التي تبدو للناظر إليها فيعتبر من له أهلية الاعتبار والتفكّر ، ويستدل بها على وجود المبدع القدير الجدير بالعبادة لتفرّده بالوحدانية ولقدرته على جعلها كواكب مختلفة بديعة. فسبحان الخالق العظيم!
١٧ ـ (وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) : هل الضمير في (حَفِظْناها) يرجع إلى البروج كما هو الظاهر والاستراق يكون من غيرها فلا يستشكل كيف يتمّ الاستراق لأن الله تعالى يقول : نحن حفظنا السماوات ومنعنا الشياطين من الصعود إليها والدخول إليها؟ أو أن هذا الضمير راجع إلى السماوات كما هو عليه أكثر المفسّرين وظاهر بعض الأخبار؟ وللجواب على ذلك يمكن أن يقال : الحفظ راجع إلى صيانتها من الدخول ، أما الاستراق والاختطاف فمن الخارج ، ولكن من أمكنة قريبة من الملائكة بحيث يسمع كلامهم حين يتخاطبون فيما بينهم ، فقد روي عن ابن عباس أنه كان في الجاهلية كهنة ومع كل واحد شيطان ، فكان يقعد مقاعد للسمع ، فيستمع من الملائكة ما هو كائن في الأرض ، فينزل فيخبر به الكاهن فيغشيه الكاهن في الناس. فلما بعث الله تعالى عيسى عليهالسلام منعوا من ثلاث