(وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٤٣) قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (٤٤))
٤٣ ـ (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ) ... أي قال «الريان» ملك مصر : إني رأيت فيما يرى النائم أن سبع بقرات سمان : يعني متمتّعات بكامل صحتها ونشاطها والسّمن ظاهر عليها وقد رأيت أن هذه السّمان (يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ) أي سبع بقرات (عِجافٌ) أي هزيلات ضعيفات. والعجاف جمع عجفاء ، مؤنّث أعجف ، وهو من الشواذّ لأن أفعل وفعلاء لا يجمعان على وزن : فعال كما لا يخفى. (وَ) رأيت أيضا (سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ) أي هذه كانت جافّة ، وتلك كانت خضراء يانعة.
فالملك قد رأى في المنام سبع بقرات في غاية السّمن خرجت من جدول يابس ، حملت عليها سبع بقرات هزيلات للغاية فأكلتها ولم يظهر أنه قد زاد في حجم بطونها شيء. ورأى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبّها ، وسبعا أخر يابسات جافّات ، فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبت عليها وجعلتها تحتها وسترتها وأخفتها. وقد استغنى عن بيان حال السنابل بذكر حال البقر ... عندئذ أفاق مرعوبا وجمع الحكماء والكهنة والمعبّرين من أهل مملكته وكان تعبير الرؤيا شائعا في زمانه وذكر لهم ما رآه في نومه وقال : (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) أي يا أيها العلية من الناس ـ وقيل سمّوا بذلك لملاءتهم بما يلتمس عندهم من المعروف وجودة الرأي ولأنهم يملأون العيون والقلوب بما يملكون من معرفة ومواهب. قال لهم : (أَفْتُونِي) يعني أعطوني الفتيا