١٢٢ ـ (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) : اجتباه : اختاره للرسالة (فَتابَ عَلَيْهِ) حين الاجتباء (وَهَداهُ) إلى حفظ أسباب العصمة لتحمّل أمانة الرسالة ، أو هداه إلى التوبة ووفقه لمرضاته وجعله بعدها مجتبى مختارا لهداية غيره فجعله نبيّا يدلّ ذرّيته على الله وعلى أمور الدين والعبادة.
١٢٣ ـ (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً) ... أي : انزلا من دار كرامتي ورحمتي إلى دار التعب والبلاء كلكم. والخطاب في : اهبطا ، موجّه لآدم وحواء عليهماالسلام دون إبليس مع أنه مقصود هو أيضا بالأمر ولكنه لم يعتن به لأنه بعد أن عصى واستكبر عن السجود أخرجه الله تعالى عن مقامه ورجمه ولعنه وطرده من رحمته فلم يبق عنده قابلية المخاطبة لأن فيها شيئا من التوجه والاهتمام بشأنه وإن كانت لفظة : جميعا ، تشمله في الخروج من الجنة ، كما أنها تشمله جملة : (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) فإن العداوة بين إبليس من جهة ، وآدم وحواء من جهة ثانية (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) أي إن جاءكم هدى مني حينما تكونون في الأرض على يد رسول أو بواسطة كتاب فهما الوسيلتان لهدايتكم (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) الجملة : فمن تبع هي جواب الشرط لأن : فإمّا ، مركّبة من : إن الشرطية و : ما الزائدة. فمن سمع لرسولي واهتدى به أو بكتابي فلا يضل الصراط السويّ في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة ، أي لا ييأس من رحمة الله سبحانه ولا يبعد عنها.
١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٦ ـ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) ... ومن انصرف وولّى وجهه عن كتابي : القرآن ، أو ما يذكّر بي من كتاب أو رسول ، فإن له ضيقا في معيشته وعناء وتعبا نشقيه بماله وبأولاده وبنفسه. وعن الإمام الصادق عليهالسلام : إن له معيشة ضنكا ، قال : هي والله النّصّاب. قيل له : رأيناهم في دهرهم الأطول في الكفاية حتى ماتوا. قال : ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة. وفي الكافي : من أعرض عن ذكري ، قال : ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ