فألزمها بصدره ثم قال : إنما أنت منذر خطابا إلى نفسه ثم ردّها إلى صدر عليّ ثم قال : ولكلّ قوم هاد ، ثم قال : أنت منارة الهدى ، وغاية الأنام ، وأمير القرى ، وأشهد على ذلك أنك كذلك. وبهذا المعنى روايات كثيرة صدرت عن العامّة والخاصّة فليراجع من شاء المزيد.
* * *
(اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (٨) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (٩) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (١٠) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (١١))
٨ ـ (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) ... : أي أنه سبحانه يعلم حمل المرأة ذكرا كان أم أنثى أم سقطا لأنه يعلم ماذا خلق ، ويعلم (ما تَغِيضُ) أي تنقص (الْأَرْحامُ) فتضع المولود قبل تمام تسعة أشهر ، أو ما تسقطه قبل تمامه ويعلم (وَما تَزْدادُ) من حيث المدّة والخلقة وغيرهما (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) أي بقدر وحكمة وكما ينبغي أن تتوفر المصلحة وتعمّ المنفعة ، فترى أن الولد حين يولد يدرّ له الثدي لبنا خاثرا يسمى اللباء الذي يكون خلوا من المواد الغذائية أولا إلّا أنه حاو لموادّ مليّنة تساعد على تنظيف أمعائه من فضلات المواد اللّزجة المتولّدة أثناء مدة تغذيته في الرّحم من الدم الذي كان محبوسا فيه ، ثم يتطوّر لبن أمّه بعد ذلك