وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢))
٧٩ ـ (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ) ... أمّا السّفينة التي خرقتها فإنها ملك لبعض الفقراء من البحّارة ، وقد أحدثت فيها ثقبا (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) قصدت أن أجعل فيها عيبا لتصير غير صالحة للاستعمال الفوري رأفة بأصحابها المساكين إذ (كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) ظالم مستبدّ (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) من أصحابها ليسخّرها في مصالحه الشخصيّة. وبذلك أعفيت سفينتهم من التسخير في هذه النّوبة. وقد قال بعض أرباب التفاسير : كما يطلق (الوراء) على الخلف ، يطلق على الأمام. ويحتمل أن يكون المقصود هنا الخلف ، بمعنى أن ذلك الملك كان يتعقّب البحارة ويأخذ السّفن السليمة الصالحة بعلم أصحابها أو بدون علمهم ، وقد علم الخضر عليهالسلام بذلك ففعل ما فعله لمصلحة المساكين الذين كانوا غافلين عن إحداث عيب بسفينتهم لإعفائها من المصادرة.
٨٠ و ٨١ ـ (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) ... أي الفتى الذي قتلته هو ابن لمؤمنين مرضيّين وهو مكتوب في جبينه أنه كافر ، وقد عرف ذلك الخضر عليهالسلام بعد أن تأمّله بدقّة ، وبعد أن رأى حسنه وأدرك تعلّق أبويه به ففعل ما فعله من قتله وعلّل ذلك لموسى بقوله : (فَخَشِينا) أي خفنا (أَنْ يُرْهِقَهُما) يثقل كاهلي أبويه بما يحمّلهما إياه (طُغْياناً) عنادا وظلما و (كُفْراً) بسبب تعلقهما به وافتتانهما به ، فقتلناه و (فَأَرَدْنا) رغبنا وطلبنا (أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً) أن يرزقهما غيره ولدا خيرا منه طهارة وصلاحا (وَأَقْرَبَ رُحْماً) أي أشد عطفا عليهما ورحمة بهما. وقد قال الإمام الصادق عليهالسلام : أبدلهما الله جارية ، فولدت سبعين نبيّا. وقيل تزوّجها نبيّ فولدت سبعين نبيّا.
٨٢ ـ (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) ... وأمّا الحائط