يتأدّبوا بما أجراه عليهم خالقهم ورازقهم ، ويقتدوا به في سنّته الشريفة المطابقة للحكمة والمصلحة الكاملة النوعيّة والشخصيّة (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) يعلم مصالحهم وما ينبغي لهم ، فقد ورد في الحديث القدسي : وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الفقر ، ولو أغنيته لأفسده ذلك. وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الغنى ، ولو أفقرته لأفسده ذلك.
* * *
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٣٣) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً (٣٤) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٣٥)
٣١ ـ (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) ... الإملاق هو الإفلاس على ما روي عن الصادق سلام الله عليه ، يعني مخافة الفقر والجوع حيث إن العرب في عصر الجاهلية كانوا يقتلون بناتهم لذلك فلا تفعلوا ذلك أيها العباد فإننا نرزقهم وإيّاكم ، وإن قتلكم لهم كان (خِطْأً كَبِيراً) أي ذنبا عظيما حيث إنه مشتمل على قطع التّناسل وانقطاع النوع.