المضيّ برسالاتنا (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) الذين يفوّضون أمرهم إليه تعالى تفويضا حقيقيّا.
* * *
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (١٤) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ (١٧))
١٣ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ) ... أي أجابوا دعوة رسلهم إلى الإيمان بالله قائلين لهم : (لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا) لنطردنّكم من بلادنا وأوطاننا (أَوْ لَتَعُودُنَ) لترجعنّ (فِي مِلَّتِنا) متّبعين ديننا وعباداتنا للأصنام التي عبدها آباؤنا مع أن الرّسل جميعا لم يكونوا قطّ على دين عبدة الأصنام ، (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) أوحى سبحانه لرسله وأنبيائه واعدا إياهم : (لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) سنبيد الظالمين لكم وسندمّرهم ونخرب ديارهم بالتأكيد.
١٤ ـ (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ... هذا وعد وبشارة منه سبحانه بنصر رسله بأن يدمّر الكافرين ويسكن الأنبياء والمؤمنين بهم أرضهم وديارهم (مِنْ بَعْدِهِمْ) بعد إهلاكهم (ذلِكَ) هذا الوعد (لِمَنْ خافَ