الميتة بالجهل (مِنْ أَمْرِهِ) بإرادته وبما ينزل من الوحي والقرآن. وقيل إن المراد بالرّوح هو جبرائيل عليهالسلام ، وفي التبيان : ما من ملك ينزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا دمعه الرّوح ، ويكون رقيبا عليه كما تكون الملائكة الحفظة مع كل إنسان. فهو عزّ اسمه ينزّل (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ممّن يختصّهم بالرسالة ويأمرهم (أَنْ أَنْذِرُوا) أعلموا ، فالإنذار هنا الاعلام. والجملة بدل من «الروح» بناء على كونه بمعنى الوحي. والتقدير : ينزّل الملائكة بالإنذار. وإذا كان الروح ملكا فالمعنى أنه ينزّل الروح بأمره بالإنذار. فالله تعالى يرسل الملائكة على أنبيائه ورسله بأن أعلموا الخلق ونبّهوهم بأنه (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) لا ربّ سواي ولا معبود غيري (فَاتَّقُونِ) تجنّبوا مخالفتي. والآية تدل على أن نزول الوحي يكون بواسطة الملائكة ، وحاصلها التّنبيه على التوحيد الذي هو منتهى ما تصل إليه المعرفة ، وعلى التقوى الذي هو أقصى مراتب كمال العارفين به جلّ وعلا ، كما أنها تدل على الغرض من بعثة الأنبياء الإنذار والدعاء إلى الدّين.
* * *
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧))
٣ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) ... أي أوجدهما ليستدلّ بهما