مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥) قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (٥٦))
٥١ ـ (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) : عطف على قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبادِي) ، والمناسبة أن قصة إبراهيم وقوم لوط تحقيق وتثبيت للوعد والوعيد لأنهما مصداقان لهما حيث إنهما مشتملان على البشارة والهلاك. كما تشير إليهما الآيات الآتية :
٥٢ ـ (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) ... أي بعث الله رسلا إلى إبراهيم عليهالسلام يبشّرونه بإسماعيل ، فدخلوا عليه ليلا وهم في صورة الأضياف ، ولذا سمّاهم الله ضيفا ، ففزع منهم وخاف أن يكونوا سرّاقا. فلما رآه الرّسل فزعا مذعورا (فَقالُوا سَلاماً) أي نسلّم عليك سلاما (قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) أي خائفون ، والوجل هو اضطراب النّفس لتوقّع أمر مكروه.
٥٣ ـ (قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ) ... أي لا تخف ولا تضطرب منّا (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ) أي ولد ذكر (عَلِيمٍ) من أهل العلم والمعرفة يعلم علما كثيرا ، وفيه إشارة للبشارة بأنه من الأنبياء. وعن الصادق عليهالسلام : فمكث إبراهيم عليهالسلام بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله تعالى بإسماعيل مرّة بعد أخرى وولد بعد ثلاث سنين.
٥٤ ـ (قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ) ... أي على حالة أصابتني فيها الشيوخة وقد استبان فيّ السنّ وظهور الشّيب وقد تعجّب عليهالسلام من أن يولد له مع كونه في سنّ لا يولد لمثله عادة إلّا أن يرجع ويعود إلى شبابه وذلك محال عادة ، ولذا سأل : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) أي على أيّ من الحالتين يقع ويوجد التوّلد وكلاهما خلاف العادة؟ على الشّيبة أم على