وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٩) قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٠) قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (١٢))
٩ ـ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ... يعني : ألم تسمعوا بأخبار من سبقكم من الأمم التي كفرت بأنعم ربّها ولم تعبده وأشركت به كأقوام : (نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ) المعروفي الحال والمآل (وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) قد كفروا مثلهم وأصابهم ما أصابهم من الهلاك والدمار (لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ) أي : لا يعرفهم غيره سبحانه لكثرة عددهم فإنهم جميعا (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) الدّلائل الساطعة (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) هو تصوير بليغ لردّ دعوات رسلهم حيث كمّوا أفواههم بعدم سماعهم لهم ، لأنهم منعوهم عن الكلام وترويج الدعوة ونشر الأحكام وإظهار معالم الدين. وقيل : عضّوا أناملهم من شدة الغيظ والحنق على رسلهم (وَقالُوا) لهم (إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) ننكر رسالاتكم (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍ) ريب (مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ)