لا يعقل إرسال رسول غير صالح ولا عاقل ولا مرضيّ عنده للنبوّة حتى يسأل زكريّا منه تعالى هذا السؤال ..
* * *
(يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا (١٠) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (١١))
٧ ـ (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) ... ها هنا حذف تقديره : فاستجبنا دعاءه وقلنا له على لسان الملائكة : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ) نخبرك الخبر السارّ المفرح (بِغُلامٍ) ولد ذكر يولد لك يكون (اسْمُهُ يَحْيى) كما قدّرنا من عندنا ، و (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) أي لم نخلق قبله أحدا سمّي بهذا الاسم. وفي هذا الكلام تشريف له من وجهين : أحدهما أنه سبحانه وتعالى تولّى تسميته ولم يكلها إلى أحد من الأبوين أو غيرهما ، والثاني أنه جلّ وعزّ سمّاه باسم ما تسمّى به غيره من قبله ، ليدلّ الاسم على فضله وشرافته.
قال أبو عبد الله عليهالسلام : وكذلك الحسين عليهالسلام : لم يسمّ به أحد قبله ، ولم يكن له من قبل سميّا ، ولم تبك السماء إلّا عليهما أربعين صباحا. قيل : وما كان بكاؤها عليهما؟ قال : كانت تطلع حمراء ، وتغيب